صدى الايام

مدونة تهتم بالتقنية وريادة الاعمال , وبعض الافكار والخواطر

الجمعة، 26 أغسطس 2011

العمل الطوعي ... 2

* العمل الطوعي و علم الاجتماع :
اجتماعيا يميل الإنسان إلى المجتمع و لا يستطيع أن يعيش لوحده فطبيعة الإنسان اجتماعيا و يتفاعل مع الأحداث و الكائنات من إنسان و حيوان و نبات فيؤثر و يتأثر نتيجة عوامل نفسية و شخصية و اجتماعية و منها العمل الطوعي الذي يختلف أسبابه من فرد إلى آخر فمنها ناتج عن عوامل شخصية و اجتماعية و يعمل بإرادته وهو الأفضل و يمكن أن يؤدى بإكراه قال تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له) و هذه الآية تفيد بأن التطوع له فوائد نفسية و معنوية و شخصية ، و التطوع كنشاط خيري هو أداة على بعث الراحة النفسية و الاطمئنان القلبي على أداء عمل تجاه أسرته أو مجتمعه كما يبعث على الشعور بالسعادة و الاعتزاز بالنفس و الثقة بها لراحة النفس بالعمل والشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس عند من يتطوع؛ و من أهمية العمل الطوعي يستخدم لعلاج بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب و الانطواء و الانعزال ، فانخراط المكتئب و المنعزل يمنحه ثقة بالنفس و يروح عن نفسه و يقضي على الملل و السأم فيكتسب سعادة خاصة بالقضاء على أوهام تعتريه و للعمل الاجتماعي الطوعي فوائد جمة شخصية و اجتماعية دنيوية و أخروية فالهدف لدى المتطوع هو رضا الخالق و أن الثواب الجزيل ينتظره على أعماله و أفعاله النبيلة .


* العمل الطوعي و التنمية :
للعمل الطوعي دور فعال و مجد في تنمية المجتمع و سد حاجته من الأعمال و البرامج التي تهدف إلى تحسين معيشة الفرد و الأسرة و مساعدة الطبقات المحتاجة من المجتمع ، إن العمل الطوعي يساهم في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية بتقديم خدمات تعليمية مساعدة و تطويرية و فتح آفاق حديثة للرقي و إعطاء أمثلة و نماذج للتضامن الاجتماعي و يساهم مع مؤسسات الدولة بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و يكمل باقي أوجه التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و قد أطلق عليه البعض القطاع الثالث أو مكملا للقطاعين العام و الخاص أن التوعية بأهمية العمل الطوعي الخيري يعود على المجتمع و الوطن بفوائد جمة لا يمكن حصرها فهي تؤدي إلى تخفيف العبء الاقتصادي و الاجتماعي على الدولة و تدفع بروح التعاون بين المؤسسات و الهيئات و الجهات الرسمية و الحكومية و المجتمع و تزيد أواصر الأخوة و المحبة بين أفراد المجتمع و تقلل التكلفة المادية عن بعض الوزارات و الهيئات الرسمية و تخفض مستوى الفراغ لدى الشباب و ابتعادهم عن شبح و مساوئ الفراغ فتقلل من مستوى الانحراف و تجعل الدولة في مصاف البلدان المتقدمة التي تثمن العمل الطوعي و تربطه بالتنمية الاجتماعية . 


* العمل الطوعي و المجتمع :
لم يعد العمل الطوعي مقتصرا على المساعدات المادية و هي جمع الأموال و الهبات و المساعدات العينية و توزيعها ، بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك من الأمور الاجتماعية التي تهم الإنسان بصورة عامة كالحفاظ على البيئة و الاهتمام بالثقافة و التعليم و الصحة و برامج المرور و السلامة و نشر الوعي الديني و التعليمي و رفع مستوى المواطنين ماديا و معنويا و رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة و ينبغي تبادل المنافع بين الجمعيات و أفراد المجتمع بأن تستقطب هذه الجمعيات الكفاءات و الطاقات البشرية الراغبة فالعمل الاجتماعي الطوعي و العمل على استقطاب متخصصين في ميدان العمل الاجتماعي و الترويج لرجال البر و المؤسسات و الشركات للتبرع لأعمال الخير بأن يزكوا مبالغهم للجمعيات الخيرية حتى تعطى من يستحقها .


* أنواع العمل الاجتماعي الطوعي :
يمكن أن نميز بين نوعين من العمل الطوعي وهو "السلوك الطوعي اللاشعوري الذي يعني مجموعة من التصرفات نتيجة حالة طارئة في ظرف طارئ " كإنقاذ غريق و يعتبر هذا سلوك أنساني أخلاقي استجابة لحالة لا إرادية .و الشكل الثاني من العمل الطوعي هو " الذي يقدم نتيجة استجابة لا شعورية أو أمر طارئ نتيجة أيمان بالعمل و عن قصد مثل مساعدة الفقير و المحتاج و التنظيم العام و خدمة المجتمع تعليميا و ثقافيا و صحيا الذي لا ينتج عنه مردود مادي أو مقابل دنيوي للمتطوع و لكن يرتجي الثواب في الآخرة .

* أشكال العمل الطوعي ( فردي و مؤسسي )  :
هناك نوعين من العمل الطوعي الاجتماعي الذي يمارس و هما :
أ - العمل الشخصي : وهو سلوك اجتماعي يمارسه الشخص من تلقاء نفسه في مجتمعه ليلبي حاجة نفسية ذاتية و لا يريد مقابل مادي .
ب - العمل المؤسساتي : وهو أكثر تقدم و تطور و يتسم بالتنظيم الإداري و الإعداد المسبق له يتميز بالتأثير الملموس على المجتمع مثل الجمعيات و المؤسسات و الهيئات الخيرية حكومية أو أهلية و تتميز باستثمار الجهود البشرية و المادية و توجيها الوجهة الصحيحة لخدمة المجتمع كمساعدة الحكومة و تبرعات المواطنين .


* عوائق العمل الطوعي :
هناك عدة عوامل تعتبر عوائق للراغبين للعمل الطوعي الاجتماعي على مستوى الجمعيات و على المستوى الشخصي أما على مستوى الجمعيات فهي :
1- عدم وجود كوادر بشرية مدربة لعمل الطوعي .
2- عدم وجود لوائح و أنظمة تنظم العمل الاجتماعي الطوعي .
3- عدم تسويق العمل الطوعي على مستوى الجمعيات .
4- عدم التنسيق بين الجمعيات و المؤسسات الخيرية في العمل الطوعي .
5- عدم وضوح الأهداف من العمل الاجتماعي الطوعي .
6- لا تفسح المجال للشباب الطموحة في بعض الجمعيات .
7- احتكار البعض لمناصب معينة بالجمعية .

و توجد عوائق للعمل الطوعي على مستوى الأفراد مثل :
1- الاهتمام بالوضع الذاتي المادي و الأسري أو البحث عن لقمة العيش .
2- عدم الحصول على تعليم كافي .
3- عدم انتشار الوعي بأهمية العمل الطوعي .
4- الخوف من الحساسيات الاجتماعية .
5- عدم وجود حوافز مادية و معنوية للعمل الطوعي .
6- افتقار فريق العمل الذي يشجع العمل معه .
7- عدم التقدير و الاحترام على الجهود المبذولة في العمل الطوعي .

* تفعيل العمل الاجتماعي الطوعي :
ارتبط العمل الاجتماعي الطوعي بالقطاع العام و القطاع الخاص و عرف بالقطاع الثالث الذي يتكامل مع القطاعين الآخرين و حتى نجعل العمل الطوعي ثقافة سائدة لدى المجتمع ينبغي أتباع الآتي :
1- زرع المبادئ و القيم الإسلامية التي تحث على العمل الطوعي .
2- التربية الاجتماعية للأجيال على العمل الطوعي .
3- تشجيع الأجيال على التطوع من خلال وسائل الأعلام .
4- تدريب و تأهيل الشباب الراغب في العمل الطوعي .
5- إصدار دورية تعنى بالأعمال الطوعية تبرز نشاطات المتطوعين .
6- تحفيز الشباب المتطوع بالحوافز المادية المعنوية .
7- حث الدوائر الحكومية على تشجيع العمل الطوعي بتسهيل الإجراءات.

* دور الأعلام في العمل الطوعي :
أن العمل الاجتماعي الطوعي لم يتبلور في العالم العربي إلا في العقود الخمسة الأخيرة من القرن العشرين و ذلك كردة فعل على حركة الاستعمار التي اجتاحت العالم الإسلامي ، فكانت هناك مؤسسات و هيئات أهلية تطوعت بشكل منظم و بسيط للتصدي لحركة الاستعمار و توعية المجتمع لمساعدة المواطنين في الأمور الضرورية كالأكل و المشرب و التعليم و الصحة و معالجة الفقر بشكل جزئي و تطور الأمر حتى ظهرت وسائل الأعلام من صحف و مجلات و إذاعة و تلفزيون فكان لها الأثر الكبير في توعية الناس بالعمل الطوعي الاجتماعي و بلورة حركة التطوع بشكل منظم و نتج عنها أمور منها :
1- إبراز أهمية دور العمل الاجتماعي الطوعي .
2- نشر الوعي الاجتماعي من خلال وسائل الأعلام .
3- تحفيز المؤسسات و رجال البر بالتبرع للعمل الطوعي الخيري .
4- المشاركة المباشرة من وسائل الأعلام بالتبرعات الخيرية .
5- وسائل الأعلام يبتكر وسائل جديدة للعمل الطوعي الاجتماعي .
6- وسائل الأعلام تساهم في التعليم و التدريب للعمل الطوعي .
7- تعميق معاني و مفاهيم العمل الطوعي الاجتماعي لدى الناس .
8- مشاركة وسائل الأعلام في تعميق الحس بالمسئولية و التعاون بين أفراد المجتمع .

* التنسيق بين الأعمال الاجتماعية الطوعية :
العمل الاجتماعي الطوعي جهد أنساني يتميز بالعطاء الذي يبرز فيه نكران الذات و حب الآخرين بتخفيف معاناة و آلام المحتاجين ،و حتى لا تهدر النشاطات و البرامج الطوعية ينبغي التنسيق بين الجهات الخيرية الرسمية و الأهلية و اللجان الطوعية بالوزارات حتى يتم تبادل الأفكار و الرؤى و الخبرات بين الجمعيات و الهيئات الخيرية الطوعية، و ينبغي رسم الخطط و وضع الأهداف لرفع مستوى الوعي بالعمل الطوعي و إبراز قدرات وطنية في العمل الطوعي .

* العوامل المشجعة على العمل الطوعي :
هناك عوامل تساعد على جذب الشباب للتطوع و الانخراط في العمل الاجتماعي :
1- تحديد الأهداف المرجوة من العمل الاجتماعي .
2- التخطيط على أسس علمية و إدارية في الأعمال الاجتماعية .
3- تحديد المتطلبات و الخدمات الاجتماعية .
4- إقناع الشباب للتطوع من خلال نشر الوعي .
5- الاستفادة من وسائل الأعلام لنشر الوعي من خلال الندوات و الحوارات .
6- توظيف وسائل الاتصالات الحديثة كالإنترنت على التشجيع في الأعمال الاجتماعية .
7- إعطاء المتطوعين مميزات معنوية و مادية .
8- زرع حب العمل الطوعي الاجتماعي في مراحل الدراسة الأولى .
9- تنظيم معسكرات و مراكز في الإجازات المدرسية لاستغلال وقت الفراغ .
10- تكريم المتميزين في العمل الاجتماعي الطوعي .

* تهيئة بيئة العمل الطوعي :
حتى نحصل على شباب متطوع و بيئة عمل اجتماعية محبة للعمل الطوعي الاجتماعي و تخدم المجتمع و الوطن لا بد من توافر مناخ ملائم سواء أكان تنظيميا أو إداريا و أهم العناصر المحفزة لعمل الطوعي هي :
أولا : توفر المعلومات و البيانات  :
تعتبر المعلومات و البيانات ذات أهمية كبيرة في أي عمل لأنها تسهل في التخطيط و التنظيم و اتخاذ القرارات على ضوء المعلومات و البيانات مما يسهل حل المشكلات و المعضلات .
ثانيا : البيئة المناسبة :
أن بيئة العمل الملائمة المريحة المزودة بعناصر المكاتب المريحة و الحديثة من أجهزة مكتبية و جو إداري منظم و انسجام بين فريق العمل الواحد تساعد على تضافر الجهود و التعاون المثمر الذي يعين على التخطيط مبنيا على بيانات و معلومات دقيقة يمكن العامل معها بسهولة من خلال الكمبيوتر و تحليلها يساعد على اتخاذ قرارات بناءة .
ثالثا : التنظيم الإداري :
أن تطبيق وظائف الإدارة من تنظيم و تخطيط و توجيه و رقابة يؤدي إلى عمل اجتماعي مثمر يوائم بين الإمكانيات المتاحة و الخطط و الأهداف المرسومة و التنظيم الإداري ينتج عنه استثمار أمثل للموارد المالية و البشرية اللذين يحسن اختيار معايير الكوادر البشرية المتطوعة .

* معايير اختيار الكوادر البشرية :
1- الإيمان و القناعة بالعمل الطوعي .
2- الاستعداد للعمل مع فريق عمل .
3- توصيف أنواع العمل الطوعي .
4- تصنيف الأشخاص المتطوعين حسب المهارات و المعارف .
5- دراسة و معرفة دوافع و حوافز المتطوع .
6- التركيز في الاختيار على الانسجام مع بقية الأعضاء في التطوع .
7- مصداقية المتطوع في العمل .
8- الالتزام بالقيم الأخلاقية و حب عمل الخير .
9- نكران الذات و البعد عن التأثيرات القبلية و العائلية .

* عوامل جذب المتطوعين :
حتى نرسخ التطوع لدى أفراد المجتمع و نجعله يتسابق على حب الخير و بذل الجهد لأعمال البر يفترض أن تأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها :
1- التنشئة التربوية و الاجتماعية لحب الخير .
2- الترويج بالمجالس و المساجد و الأماكن العامة لأعمال التطوع .
3- تكثيف المحاضرات و الندوات لأهمية العمل الطوعي .
4- التوجيه الصحيح للمتطوعين في الخدمات الملائمة لهم .
5- إنشاء مراكز و مكاتب خاصة للتعريف بالعمل الطوعي الاجتماعي .
6- تنسيق جهود المتطوعين و تصنيفهم .
7- تعريف الأفراد بأهداف و احتياجات العمل الطوعي .
8- تقديم المكافآت و الحوافز المادية و المعنوية للمتطوعين .
9- إعداد مناهج دراسية تحث على التطوع في المراحل الدراسية الأولى .
10- تبادل التجارب و الخبرات بين الجمعيات و المؤسسات الخيرية .
11- القيام بالأبحاث و الدراسات الميدانية على الأعمال الطوعية .

* تدريب و تأهيل المتطوعين :
مهما بلغت صفات المتطوع في العمل الاجتماعي و المهارات التي يتصف بها من استعداد نفسي لخدمة المجتمع ألا أن المتطوع يحتاج للتدريب و زيادة المعارف و مهارات مثل :
- التدريب على البحث الاجتماعي على أسسه العلمية .
- التدريب على فن التسويق و الترويج للتبرعات .
- كيفية إعداد نشرات و ملصقات دعائية .
- تدريب المتطوعين على مهارات إدارية و تنظيمية .
- إكساب المتطوع مهارات سكرتارية و كتابية مثل الخطابات و التقارير.
- التدريب على التعامل مع الكمبيوتر و برامجه .
- التدريب على إعداد الاجتماعات و التحضير لها .
- تعليم مهارات الاتصالات و فن الإقناع .
- دراسة حالات و مشاكل اجتماعية و اتخاذ قرارات مناسبة .
- التدريب على إقامة المعارض و تسويقها .
- كيفية إدارة المشاريع الخيرية مثل الإسكان الخيري .
- التدريب على التخزين و التوزيع .


* مستقبل العمل الطوعي : 
بما أن الجهات الخيرية و الأهلية تتلقى الدعم المادي و المعنوي من قبل الدولة و تزود باللوائح و الأنظمة و القوانين التي تساعد على تبسيط و تسهيل الإجراءات الإدارية و المالية في العمل الطوعي و من المتوقع أن يزدهر أكثر و تنمو حركة العمل الطوعي للأسباب التالية :
1. الاهتمام بالمؤتمرات و اللقاءات و الندوات التي تعقد للجهات الخيرية .
2. زيادة الوعي التعليمي و الاجتماعي بأهمية العمل الطوعي .
3. عقد دورات تدريبية في الأعمال الطوعية .
4. التركيز على نوعية العمل الطوعي .
5. تطبيق تقنيات الاتصالات في الأعمال الطوعية .
6. توجيه التبرعات و الأوقاف في الأعمال الخيرية الاجتماعية .
7.أجراء مزيد من البحوث و الدراسات لتطوير الأعمال الطوعية .
8. العناية برضا المحتاج و المستفيد من الأعمال الطوعية الخيرية .

يتبع قريباً ...>>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق