صدى الايام

مدونة تهتم بالتقنية وريادة الاعمال , وبعض الافكار والخواطر

الخميس، 25 أغسطس 2011

العمل الطوعي

الحمدلله رب العالمين والصلاة على خير خلق الله اجمعين نبينا محمدا وعلى اله وصحبه اجمعين , اللهم صلي وسلم على معلمنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي علمنا وترك لنا في السنة ما لو استمسكنا به لكفانا ..

احبتي رسول الله معلم البشرية هو ايضا احد رواد العمل الطوعي او التطوعي اين كان المسمى فالمعنى واحد والهدف منه واحد , الى وقت قريباً وخلال رحلة استمرت اكثر من اثنى عشر سنوات لم اكن اعرف المعنى الحقيقي للعمل الطوعي , ففي خلال هذه السنوات العشر عملت في مجال العمل الطوعي منذ كنت في المدرس الابتدائية وكانت البدايات في جمعية الكشافة وما احلاها من ايام تعلمنا فيها الكثير من المفاهيم وتداركنا الكثير من الاشياء الجميلة , هذه هي ذكرياتي واوئل اعمالي في مجال العمل الطوعي الذي كما اسلفت حتى قريبا لم اكن اعرف المعنى الحقيقي له .



العمل الطوعي (تعريف) ...


هنالك الكثير من التعاريف للعمل الطوعي , وكلها صحيح وواقعي بحسب تصنيف العمل الطوعي .. ومنها :

ان تعريف العمل الطوعي يمكن ان يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل الطوعي وأهدافه والآخر هو مفهوم المنظمات الطوعية في علاقتها بالكيانات المجتمعية المختلفة الأخرى وهي الدولة والقطاع الخاص والعائلة . وفيما يلي يوضح النهجين.

2/1 طبيعة العمل الطوعي وأهدافه:

جاء تعريف العمل الطوعي في مشروع قانون العمل الطوعي والإنساني لسنة 1999

كالآتي:

" يقصد به أي نشاط طوعي أنساني خيري غير حكومي او شبه حكومي يقوم به كيان طوعي وطني او كيان أجنبي مانح او منفذ لبرامجه. ويكون النشاط ذا أغراض اجتماعية او تنموية او اغاثية او رعائية او خدمية او علمية او بحثية يتم تسجيله وفقاً لاحكام هذا القانون"

وفي تفسير (الكيان) يستثنى الآتي: أي شركة وأي نقابة وآي هيئة قانونية مسجلة بموجب قانون آخر وهذا الاستثناء للكيانات الأخرى يقوم على التسجيل بقوانين أخرى حتى لو كانت تشترك مع الكيانات الطوعية حسب تعريف القانون في أنها تؤدي عمل طوعي أنساني خيري غير حكومي الخ مثلاً الكيانات الثقافية.وفي تعريف القانون هذا إشارة لعلاقة العمل الطوعي بالسوق والقوانين التى تحكمه وكذلك إشارة للعلاقة بالحكومة او الدولة. لذلك يسمى هذا القطاع القطاع الثالث او القطاع الأهلي بمقابلته بالقطاع الخاص الذي يعتبر القطاع الثاني وبمقابلته بقطاع أجهزة الدولة التى تعتبر القطاع الأول. وفي تعريف لأحمد الطيب زين العابدين نجد التركيز على أهم جانب من جوانب السوق التى تحكم قوانينه القطاع الخاص وهو الأجر فيقول التعريف: " عمل مبذول خارج نطاق سوق العمل، أي عمل يبذل لاسباب إنسانية دون مقابل مادي او نقدي واجب السداد، يمكن ان يطالب به قانوناً او عرفاً"

2/2 التعريف العلائقي

ان التعريف العلائقي او العلاقاتي هو الذي تحدد فيه الجمعيات الطوعية بوصفها غير كيانات الدولة او القطاع الخاص او العائلة التى تملا المجال العام بين الأسرة والدولة والقطاع الخاص. وهذا التعريف الشامل يستعمل في تعريف منظمات المجتمع المدني الذي يقوم على أربعة مرتكزات: أولا التطوع والحرية في الانضمام، ثانياً مقابلته بأجهزة الدولة والعائلة والقطاع الخاص لانه يملا الفضاء بين هذه الكيانات وبوصفه مختلفاًعنها او نقيضاً لها ثالثاً انه ليس بأرثي ورابعاً الإدارة الديموقراطية السليمة للتنوع والخلاف في المجتمع ( مقدمه سعد الدين ابراهيم لكتاب حيد ابراهيم، المجتمع المدني والتحول الديموقراطي في السودان، القاهرة 1995).

وهنالك ايضا تعريف اخر :

هو عمل غير ربحى، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.
وهناك الكثير من الأشكال و الممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضي عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين.



والتعاريف كثيرة جداً كل منا يعرف العمل الطوعي حسب العمل وحسب المفهوم وحسب التصنيف , ومن هنا سنعرف المزيد عن العمل الطوعي لنتعلم اولاً كيف نقدم عملاً صغيرا بأجر عمل تطوعي وكيف العمل التطوعي جزء لا يتجزاء من حياتنا الاسلامية التي كان معلمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا واحسن تعليمنا .


العمل الطوعي والاسلام ...


تراثنا الاسلامي يتناول العمل الطوعي بكل الطرق , ويدعوا له ويتعبر العمل الطوعي هو الركيزة الاساسية للتعامل بين الاخ واخيه في الاسلام وعلاقة المسلم بكل ماهو حوله من بيت واسرة وبيئة , والعمل الطوعي يعتبر وارد من الغرب في عهدنا هذا مع العلم بأن انطلاقته الاساسية كانت بتحفيز الاسلام له وكان المسلمون هم السباقون في هذا المجال , مع وجود شواذ تاريخية واخرى انسانية كحالات لم تكن منسقة كما نسقها الاسلام .
العمل الطوعي في القرآن الكريم :

" وتعاونوا على البر والتقوى "
" ومن تطوع خيراً فهو خير له"

" وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"

" وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" والمقصود هنا الزكاة ولكن هناك الحديث الذي يحث على الصدقة بعد الزكاة " في المال حق سوى الزكاة"

 وتنداح دائرة العون والصدقة لتشمل الناس على اختلاف دياناتهم " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين"

العمل الطوعي في الأحاديث الشريفة:

" أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة"

"لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من ان تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة"

" من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له"

" خير الناس انفعهم للناس " وهذا الحديث يشير الى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط.

" المال مال الله والناس عيال الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله"

" تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهذا يعني ان التصدق المعنوي له مكانته كذلك في الإسلام وقد يكون البعض اشد حاجة له من التصدق المادي

" مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه"

 وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة المساجد ، الخلاوي الوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم.

في لقاء صحفي مع الدكتور نصر فريد واصل- المفتي الأسبق للديار المصرية-: "العمل التطوعي فريضة، وليس من النوافل. فالله تعالى يقول في كتابه العزيز: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"{المائدة:3}. وفي ظل الحالة الاقتصادية السيئة التي نعيشها، يجب على الشباب والموسرين التوجه إلى الجمعيات لمساعدة الفقراء والمحتاجين".ويضيف الدكتور واصل: "لا مانع من استفادة المتطوع ماديا أو معنويا، شريطة أن يتقي الله، فلا يعقل أن تطلب من رجل أن يتفرغ للعمل التطوعي، ويترك أهله وبيته بدون مصاريف. كان من الأولى به أن يكفي بيته، وحتى لو كان من الأغنياء". مشيرا إلى أن للمتطوعين الحق في تقاضي أجر نظير عملهم؛ لأنهم من العاملين على الزكاة، ولهم الحق في تقاضي بعض أموال الزكاة على سبيل الأجر، ولكن دون مبالغة في الأجر، ومع مراعاة النظر إلى أجر المثل، ولكن من فعل ذلك ابتغاء وجه الله دون أخذ مقابل مادي -طواعية منه- فجزاه الله خيرا، وهو بلا شك أفضل".
ولا يجد الدكتور علوي أمين- أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة الأزهر- حرجا في إمكانية جمع المتطوع بين نيتي التقرب إلى الله والانتفاع الدنيوي، وتلا علينا قوله تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ" {الحج:29} وعلق على الآية: "ذكرت هذه الآية في الحج، وهى أرقى عبادة يؤديها الإنسان؛ لذلك فمن الممكن أن يجمع المتطوع بين الثواب في الآخرة والمكاسب الدنيوية".
ويؤكد الدكتور علوي أن خدمة الوطن جزء من الإيمان، وقص تجربته الشخصية مع العمل الخيري: "اهتممت بالعمل الخيري، منذ كنت صغيرا، ولم أفوت أي فرصة في الالتحاق بالمعسكرات التي تقدم خدمات للمجتمع، فلم يعش ذلك الإنسان الذي لم يؤثر فيمن حوله ويكن نافعا لهم"، ويبين أن العمل التطوعي كله استفادة، متسائلا: "أليست خدمة الوطن إفادة؟ أليس التعامل مع الناس في مثل هذه التجمعات في حد ذاته اكتساب خبرة؟ ألا يقضي وقته في فعل الخير؟ أليس ذلك كله استفادة؟!".


نشأة العمل التطوعي دوليا :
وعلى صعيد اهتمام المنظمة الدولية بالعمل التطوعي فقد طرح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أواخر عام 1967 برنامج متطوعي الأمم المتحدة وفي شهر ديسمبر من عام 1968 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (2460) الذي دعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى دراسة إمكانية إنشاء هيئة دولية للمتطوعين وفي يناير من عام 1971 اقر تشكيل البرنامج بالقرار رقم (2659) كما أقرت الجمعية العامة في هذا القرار المبادئ التوجيهية لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة.

العمل التطوعي عربيا والمنظمات الأهلية :
مع نهاية الحرب الباردة شهد الوطن العربي تكاثرا في عدد المنظمات العربية الأهلية سواء في دول المشرق العربي أو دول المغرب العربي أخذت هذه المنظمات تمارس أدوارا في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وقد شهدت المنظمات العريبة غير الحكومية تصاعدا في أعدادها خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، حيث تزايد أعدادها بتوسيع نطاق عملياتها وموازناتها وتزايد أعداد العاملين فيها.
وتتنوع أنشطة المنظمات العربية الأهلية، بحيث تأتي في الطليعة المساعدات الخيرية تليها أنشطة الأطفال فالخدمات الصحية والتدريب، وكذلك الأنشطة الثقافية والأدبية والدينية وأنشطة الشباب والأنشطة النسائية والتنمية المدنية والريفية، وتتركز معظم المنظمات الأهلية في الحواضر الكبرى حيث توجد 70% منها في المدن بينما توجد في الريف30% منها فقط، حيث يسيطر البعد الخيري على خدمات المنظمات بشكل كبير والمرتكز على المساعدات المالية والعينية، مع إغفال للبعد التنموي، ويفسر ذلك بسبب عدة عوامل أهمها اتساع رقعة الفقر وتزايد الحروب، علاوة على الأساس الديني مما يدفع المنظمات للأخذ بالمفهوم السائد لعمل الخير والإحسان.




شروط نجاح العمل الطوعي ( الفردية والمؤسسية )

** صفات وشروط فردية :
- الشجاعة في تحمل المسؤولية .
- الالتزام بالمبادئ والأهداف.
- قبول النقد والمحاسبة .
- التفاني والتضحية.
- الفخر لدى الأعضاء بالانتماء للمنظمة الطوعية.
- الصبـر على مواجهة المشكل .
- التسامح .
- روح الجماعة ونبذ الفردية والأنانية والوصولية.
- الاحترام حسب العطاء وحجم التطوع( بغض النظر عن العمر أو المال أو المؤهلات ).
- توظيف المؤهلات للعمل التطوعي حسب الأهداف.

** شروط مؤسسية :
- وجود نظام داخلي ولوائح تنظيمية وخطط عمل واضحة.
- إلمام العضوية بالنظام الداخلي واللوائح .
- خطة عمل تقوم على الاستراتيجية استناداً على النظام الداخلي .
- ميزانيـة – والالتزام باللوائح المالية .
- المشاركة.
- خطط واضحة للتدريب .
- الابتعاد عن سلطة المركز واستقلالية الفروع.
- المحاسبة .
- عدم الوصاية والهيمنة.
- الاجتماعات المنتظمة.
- التقاريـر المنتظمة.
- التوثيق .
- (علاقات مؤسسية واضحة) لوائح إدارة العمل التطوعي تختلف عن إدارة الشركات والمؤسسات الحكومية.
- عدم الزج بالانتماءات ( السياسية أو الدينية أو …) في العمل التطوعي وتوظيفها لأهداف ومصالح ضيقة .


** مميزات العمل التطوعي :
- المشاركة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي …
- رفض البيروقراطية والتسلسل الهرمي .
- سهولة المحاسبة.
- سهولة اتخاذ القرار.
- المساواة.
- وسيلة لتحقيق ( السلطة الخامسة) حقوق الإنسان .
- الشعور بالانتماء.
- تحقيـق الذات.
- تفجير الطاقات وتوظيفها .

يتبع قريباً ......>>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق